فصل: فصل: فِي السِّوَاك للصَّائِم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير



.فصل: فِي الْمُحَافظَة عَلَيْهِ حضرا وسفرًا:

عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سَافر حمل الْمشْط والسواك والقارورة والمرآة والمكحلة».
رَوَاهُ أَبُو نعيم، وَفِي رِوَايَة لَهُ: «خمس لم يكن يُفَارِقهُنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر وَلَا حضر: الْمرْآة، والمشط، والمكحلة، والسواك، والمدرى».
وَرَوَى هَذِه الرِّوَايَة الْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى، والعقيلي فِي الضُّعَفَاء، وَقَالَ: لَا يحفظ هَذَا الْمَتْن بِإِسْنَاد جيِّد. وَابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ: لَا يصحّ. وعَلَّلها بِأَيُّوب بن وَاقد، وَسليمَان الشَّاذكُونِي.
وَفِي رِوَايَة: «سبع لم يكن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يتركهنَّ فِي سفر وَلَا حضر: القارورة، والمشط، والمرآة، والمكحلة، والسواك، والمقصّ، والمدرى». قيل لهشام: المدرى مَا باله؟ قَالَ: حَدَّثَنَي أبي عَن عَائِشَة: «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَهُ وفرة إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ وَكَانَ يحركها بالمدرى».
وَفِي رِوَايَة: «سبع لم يفتن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر وَلَا حضر: الْمرْآة، والقارورة، والمشط، والمكحلة، والمقراضان، والسواك».
رَوَاهُمَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي علله، وَضعفهمَا بِحُسَيْن بن علوان فِي الأول وبِيَعْقُوب بن الْوَلِيد فِي الثَّانِي، وقَالَ: لَا يصحان.
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله: سَأَلت أبي عَن حَدِيث عَائِشَة هَذَا، فَقَالَ: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَفِي إِسْنَاده رجل كَذَّاب.
وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: «كنت أَضَع للنَّبِي ثَلَاثَة آنِية مخمرة: إِنَاء لطهوره، وإناء لسواكه، وإناء لشرابه». رَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث حريش بن الخريت الْبَصْرِيّ، وَقد انْفَرد بالإِخراج عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ. وَقَالَ خَ: فِيهِ نظر. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: واهي الحَدِيث.
وَعَن سُلَيْمَان بن صرد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «اسْتَاكُوا وتَنَظَّفُوا، وأَوْتِرُوا فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي أَوسط معاجمه، وَقَالَ: لَا يرْوَى عَن سُلَيْمَان إلاَّ بِهَذَا الإِسناد.
وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أنَّ جِبْرِيل أَبْطَأَ عَلَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فذُكر ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: «وَكَيفَ لاَ يُبْطِئُ عَنْكُمْ وأَنْتُمْ حَوْلِي لاَ تَسْتَنُون، وَلاَ تُقْلِّمُون أَظْفَارَكُم، وَلَا تشفون شَوَارِبَكُمْ وَلَا تحفون حواجبكم».
رَوَاهُ أَبُو نعيم وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش. وَكَذَا أخرجه أَحْمد فِي الْمسند من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن ثَعْلَبَة بن مُسلم الْخَثْعَمِي، عَن أبي كَعْب مولَى ابْن عَبَّاس عَنهُ بِهِ، بِلَفْظ: «وَلَا تَقُصُّون شَوَارِبَكُمْ وَلَا تُنَقُّون رواجبكم».
الرَّواجب: مَا بَين عقد الْأَصَابِع.
وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُفَارق مُصَلَّاهُ سواكه ومشطه وَكَانَ يكثر تَسْرِيح لحيته».
رَوَاهُ ابْن طَاهِر فِي صفوة التصوف وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب وَقد ضَعَّفُوهُ.

.فصل: فِيمَا جَاءَ فِي فضل الصَّلَاة الَّتِي يُتَسوك لَهَا:

عَلَى الصَّلَاة الَّتِي لَا يُتَسوك لَهَا، فِيهِ أَحَادِيث:

.أَحدهَا:

عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَقد رُوِيَ عَنهُ من طرق:
أَحدهَا: عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق صَاحب الْمَغَازِي، قَالَ: ذكر مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «فَضْلُ الصَّلاَةِ الَّتِي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلاَةِ التِي لاَ يُسْتَاكُ لَهَا سبعين ضعفا».
أخرجه الْأَئِمَّة: أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه، وَقَالَ: فِي الْقلب من هَذَا الْخَبَر شَيْء فإنِّي أَخَاف أنَّ مُحَمَّد بن إِسْحَاق لم يسمع من الزُّهْرِيّ. وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم. وَالْبَيْهَقِيّ، وَقَالَ: هَذَا الحَدِيث أحد مَا يُخاف أَن يكون من تدليسات مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار وأنَّه لم يسمعهُ من الزُّهْرِيّ. وَذكر عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل، عَن أَبِيه أنَّه قَالَ: إِذا قَالَ ابْن إِسْحَاق: وذكرَ فلَان فإنَّه لم يسمعهُ.
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله: هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة. وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ الزُّهْرِيّ: عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: وَيُقَال إِن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَخذه من مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي لأنَّه كَانَ رسيله إِلَى الرّيّ فِي صحابة الْمهْدي، وَمُعَاوِيَة ضَعِيف.
قُلْتُ: وَمِنْهُم من يوثقه كَمَا سَيَأْتِي، لَا جرم. قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح: إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث لَا يقوى. وَكَذَا قَالَ الشَّيْخ زكي الدَّين، فَحِينَئِذٍ يُنْكَر عَلَى الْحَاكِم أبي عبد الله فِي تَصْحِيحه لَهُ؛ لِأَن ابْن إِسْحَاق أحد مَا يُنبز بِهِ التَّدْلِيس وَلَا خلاف أَن المدلس إِذا لم يذكر سَمَاعا لَا يحْتَج بروايته. وَقد قَالَ فِيهِ: ذكر الزُّهْرِيّ- أَو قَالَ الزُّهْرِيّ- وَفِي كَونه- عَلَى تَقْدِير صِحَّته- عَلَى شَرط مُسلم نظر؛ لِأَن ابْن إِسْحَاق لم يرو لَهُ مُسلم شَيْئا محتجًا بِهِ، وإنَّما رَوَى لَهُ مُتَابعَة.
وَقد عُلِمَ من عَادَة مُسلم وَغَيره من أهل الحَدِيث أنَّهم يذكرُونَ فِي المتابعات من لَا يحْتَج بِهِ للتقوية لَا للاحتجاج، وَيكون اعتمادهم عَلَى الإِسناد الأوَّل، وَهَذَا مَشْهُور مَعْرُوف عِنْدهم. نعم: هَذِه عَادَة أبي عبد الله الْحَاكِم، يُطلق عَلَى من أخرج لَهُ فِي الصَّحِيح اسْتِشْهَادًا وَنَحْوه أنَّه عَلَى شَرطه، كَذَا استقرأته من مُسْتَدْركه.
الطَّرِيق الثَّانِي: عَن مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: «تَفْضُل الصَّلاَةُ التِي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلاَةِ التِي لاَ يُسْتَاكُ لَهَا سبعين ضعفا».
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْن عدي، وَأَبُو نعيم، وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان، وَمُعَاوِيَة بن يَحْيَى هَذَا ضَعِيف، قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْء. وَقَالَ مرّة: هَالك. وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ: ضَعِيف. وَقَالَ السَّعْدِيّ: ذَاهِب الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَشْتَرِي الْكتب وَيحدث بهَا، ثمَّ تغير حفظه وَكَانَ يحدث بالوهم. وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه: لَيْسَ بِالْقَوِيّ. وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي علله: هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قُلْتُ: لَكِن قَالَ البُخَارِيّ: أَحَادِيثه عَن الزُّهْرِيّ مُسْتَقِيمَة كأنَّها من كتاب. وَهَذَا من حَدِيثه عَنهُ، كَمَا تقدم، وَأخرج لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا.
الطَّرِيق الثَّالِث: عَن سُفْيَان، عَن مَنْصُور عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «رَكْعَتِين بِالسِّوَاكِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعين رَكْعَة بِلاَ سِوَاك».
رَوَاهُ أَبُو نعيم عَن أبي بكر الطلحي، ثَنَا سهل بن الْمَرْزُبَان، عَن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْفَارِسِي، ثَنَا عبد الله بن الزبير الْحميدِي، ثَنَا سُفْيَان. وَهَذِه الطَّرِيق أَجود الطّرق، فَمن الْحميدِي إِلَى عَائِشَة أَئِمَّة ثِقَات.
الطَّرِيق الرَّابِع: عَن ابْن لَهِيعَة عَن أبي الْأسود، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «رَكْعَتَان عَلَى أَثَرِ السِّوَاكِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِين رَكْعَة بِغَيرِ سِوَاك».
رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب فِي كِتَابه الْمُتَّفق والمفترق من جِهَة سعيد بن عفير عَن ابْن لَهِيعَة.
وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ إِلَى هَذِه الطَّرِيقَة، وَقَالَ: إنَّها ضَعِيفَة، وَلَا شكّ فِي ذَلِكَ لما لَا يخْفَى.
الطَّرِيق الْخَامِس: عَن عبد الله بن أبي يَحْيَى، عَن أبي الْأسود، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «رَكْعَتَان بَعدَ السِّوَاكِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ سبعين رَكْعَة قَبْلَ السِّوَاك».
رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده، والخطيب فِي كِتَابه غنية الملتمس فِي أيضاح الملتبس، وَهُوَ فِي بعض نسخ الْبَيْهَقِيّ، وَفِيه مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ وَهُوَ مَشْهُور الْحَال، وَقد وثق وَكذب.
الطَّرِيق السَّادِس: عَن فرج بن فضَالة، عَن عُرْوَة بن رُوَيْم، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنَّها قَالَت: «صَلاَةٌ عَلَى سِواكٍ أَفْضَلُ مِن صَلاةٍ عَلَى غَيرِ سِوَاكٍ بِسَبْعين دَرَجَة».
رَوَاهُ أَبُو نعيم من حَدِيث هَاشم بن الْقَاسِم الحَرَّاني، ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن فرج بِهِ. وَفرج ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره، وقَوَّاه أَحْمد.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي بعض نسخ السّنَن بِهَذَا السَّنَد، وَلَفظه: «صَلاَةٌ بِسِوَاكٍ خَيرٌ من سَبْعين صَلاَة بِغَيرِ سِوَاكٍ». قَالَ: وَهَذَا إِسْنَاد غير قوي.
الطَّرِيق السَّابِع: عَن مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة مَرْفُوعا: «رَكْعَتَان بِسِوَاكٍ أفضلُ مِنْ سَبْعين رَكْعَة بِغَيرِ سِوَاكٍ».
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كِتَابه التَّذْكِرَة فِي الْأَحَادِيث المعلولة: إنَّما هُوَ عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن حسان بن عَطِيَّة، أنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُرْسل، وَصله هَذَا وَلَيْسَ هُوَ بِشَيْء فِي الحَدِيث. وأجمل يَحْيَى بن معِين إِمَام هَذَا الْفَنّ القَوْل فِي هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: لَا يَصح حَدِيث «الصَّلَاة بإثر سواك أفضل من الصَّلَاة بِغَيْر سواك». وَهُوَ بَاطِل.

.الحديث الثَّانِي:

عَن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «صَلاَةٌ بِسِوَاكٍ أفضلُ مِنْ خَمْسٍ وسَبْعِين صَلاَة بِغَيرِ سِوَاكِ».
رَوَاهُ أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ وَفِيه سعيد بن سِنَان أَبُو مهْدي الْحِمصِي، وَهُوَ ضَعِيف كَمَا قَالَ أَحْمد، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْء لَيْسَ بِثِقَة أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. وَقَالَ البُخَارِيّ والرازي: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ عَلّي بن الْجُنَيْد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يتهم بِوَضْع الحَدِيث.

.الحديث الثَّالِث:

عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أنَّ رَسُول الله قَالَ: «لِأَن أُصَلِّي رَكْعَتَين بِسِوَاكٍ أَحَبُّ إَلَيَّ مِنْ أنْ أُصَلِّي سَبْعِين رَكْعَة بِغَيرِ سِوَاكٍ». وَفِي رِوَايَة بعد ذَلِكَ: «إِنَّ العبدَ إِذَا تَسَوَّك ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ أَتَاهُ الْملك حتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ».
أخرجهُمَا أَبُو نعيم عَن مُحَمَّد بن حبَان، عَن أبي بكر بن أبي عَاصِم، عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي، عَن يزِيد بن عبد الله، ثَنَا عبد الله بن أبي الْحَوْرَاء أنَّه سمع سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس، الحَدِيث.

.الحديث الرَّابِع:

عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «رَكْعَتَان بِالسِّوَاكِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِين رَكْعَةٍ بِغَيرِ سِوَاكٍ».
رَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا عَن أَحْمد بن بنْدَار، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا، عَن جَعْفَر بن أَحْمد، عَن أَحْمد بن صَالح، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن، عَن مُحَمَّد بن عجلَان، عَن أبي الزبير، عَن جَابر.
وَمُحَمّد بن عجلَان صَدُوق، قَالَ الْحَاكِم وَغَيره: سيِّئ الْحِفْظ، وَأخرج لَهُ مُسلم ثَلَاثَة عشر حَدِيثا.
وَرَوَى أَبُو نعيم أَيْضا فِي ذَلِكَ عَن جُبَير بن نفير مَرْفُوعا مُرْسلا.

.الحديث الخَامِس:

وَهُوَ غَرِيب جدًّا، عَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «صَلاةٌ بِسِوَاكٍ تَعْدِلُ أَرْبَعمِائَة صَلَاة بِغَيرِ سِوَاكٍ، وخَرَجَ أَهْلُهَا مِنَ الذّنُوبِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، وإِنْ خَرَجَ الدَّجَّالُ فَلَيسَ لَهُ عَلَيهِمْ سَبِيلٌ».
رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي، فِيمَا خرجه لأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الْخطاب الرَّازِيّ المشتهر بسداسيات الرَّازِيّ، وَقد وَقع لنا هَذَا الْخَبَر بعلو. أخبرنيه الْمسند أَحْمد بن كشتغدي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنا أَبُو البركات أَحْمد بن عبد الصَّمد بن النّحاس قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع سنة سبعين وسِتمِائَة أَنا ابْن موفا، أَنا أَبُو عبد الله الرَّازِيّ، أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ، أَنا ابْن عَرَفَة السمسار بِبَغْدَاد، ثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن الْفضل النفري بِنَفر، نَا عمار بن يزِيد، ثَنَا مُوسَى بن هِلَال الطَّوِيل عَن أنس فَذكره، كَمَا قَدَّمناه، وَآفَة هَذَا السَّنَد من مُوسَى بن هِلَال هَذَا.
قَالَ ابْن حبَان: هُوَ شيخ كَانَ يزْعم أنَّه سمع من أنس بن مَالك، رَوَى عَنهُ أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَانَ يَضَعهَا أَو وُضِعت لَهُ فَحَدَّثَ بهَا، لَا يحل كَتْبُ حَدِيثه إلاَّ عَلَى جِهَة التَّعَجُّب، رَوَى عَنهُ نُسْخَة مَوْضُوعَة أكره ذكرهَا لشهرتها عِنْد من هَذَا الشَّأْن صناعته.
وَقَالَ الْحَافِظ رشيد الدَّين الْعَطَّار فِي الثمانيات تَخْرِيجه: هَذَا حَدِيث غَرِيب جدا وَفِي إِسْنَاده نظر.

.الحديث السَّادِس:

عَن عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنَّه أَمر بِالسِّوَاكِ وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «إِنَّ العبدَ إِذَا تَسَوَّكَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَامَ المَلَكُ خَلْفه يَسْمَعُ القُرآنَ، فَلاَ يَزَالُ عَجَبه بالقرآنِ يُدْنِيهِ حتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَمَا يَخْرُجُ منْ فِيهِ شيءٌ مِنَ القُرآنِ إِلاَّ صَارَ فِي جَوْفِ ذَلِكَ المَلَكِ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ».
وَفِي رِوَايَة مَوْقُوفَة عَلَيْهِ- كرَّم الله وَجهه- أَيْضا: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيلِ فَلْيتَسَوَّك، فَإِنَّه إِذَا قَرَأ القرآنَ دَنَى مِنهُ المَلَكُ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَدْنُو حتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ».
وَفِي رِوَايَة عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيلِ يُصَلِّي فَلْيَسْتَاك فَإِنَّه إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَضَع فَاهُ عَلَى فِيهِ فَلاَ يَخْرُجُ شَيءٌ مِنْ فِيهِ إلاَّ وَقَعَ فِي فِيِّ المَلَكِ».
رَوَاهَا أَبُو نعيم، قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمام: وَإسْنَاد رِوَايَة جَابر كلهم موثقون.

.فصل: فِي مَنَافِع جَاءَت فِي السِّوَاك:

وخصال أُخر عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «فِي السِّوَاكِ عَشْر خِصَالٍ: يُطَيِّبُ الْفَمَ، ويشد اللّثَةَ، ويَجْلُو البَصَر، ويُذهِبُ البَلْغَم، ويُذْهِبُ الْحفر، وَيُوَافَقُ السُّنَّة، ويُفْرِحُ المَلاَئِكة، ويُرْضِي الرَّبَ، وَيزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ، وَيُصَحِّحُ المَعِدة».
رَوَاهُ أَبُو نعيم من حَدِيث الْخَلِيل بن مرّة، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ كَذَلِك فِي شعب الإِيمان، إلاَّ أنَّه قَالَ بدل: «وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ»: «وَهوَ مِنَ السُّنَّةِ»، وَبدل: «يُطَهِّرُ الفَم ويُرْضِي الرَّبَّ»: «مَطْهَرة لِلْفَمِ، مَرْضَاة لِلرَّبِّ»، وَبدل «يُفْرِحُ المَلائِكَة»: «مَفْرَحَة للمَلائِكةِ»، وَالْمعْنَى وَاحِد ثمّ قَالَ: تفرد بِهِ الْخَلِيل بن مرّة وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ، فقد ضعفه يَحْيَى بن معِين وَالنَّسَائِيّ. وَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: مُنكر الحَدِيث عَن الْمَشَاهِير، كثير الرِّوَايَة عَن المجاهيل. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: شيخ صَالح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَيْسَ بِالْقَوِيّ. وَقَالَ ابْن عدي: لَيْسَ بمتروك.
وَرَوَى هَذَا الحَدِيث مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، وَهَذَا لَفظه: «فِي السِّواكِ عَشر خِصَال: مَرْضَاةٌ للرَّبِّ، مَسْخَطَةٌ للشَيْطان، مَفْرَحَةٌ للمَلائِكَةِ، جَيِّد للثة، ويُذْهبُ الْحفر، ويَجْلو الْبَصَرَ، ويُطَيّبُ الْفَم ويُقِلُّ البلغمَ، وَهُوَ مِنَ السُّنةِ، ويَزِيدُ فِي الحَسَنَاتِ».
وَهُوَ من رِوَايَة مُعلى بن مَيْمُون، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث كَمَا قَالَه أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ضَعِيف مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن عدي: أَحَادِيثه مَنَاكِير، غير مَحْفُوظَة.
وَذكر هَذِه الرِّوَايَة ابْن الْجَوْزِيّ فِي علله من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ كَمَا تقدم، ثمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيث لَا يصحّ، وَعلله بِمَا قدمْنَاهُ وَالَّذِي رَأَيْته فِي سنَنه مَا قَدمته.
وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «السِّوَاكُ يَزِيدُ الرَّجلُ فَصَاحَةً».
رَوَاهُ الْأَئِمَّة: أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي تَارِيخه، وَأَبُو يعْلى فِي مُعْجَمه، والخطيب فِي تلخيصه من رِوَايَة مُعلى بن مَيْمُون.
وَهُوَ واهٍ كَمَا تقدم، عَن عمر بن دَاوُد، عَن سِنَان بن أبي سِنَان، عَن أبي هُرَيْرَة.
قَالَ الْعقيلِيّ: عمر وَسنَان مَجْهُولَانِ، والْحَدِيث مُنكر غير مَحْفُوظ، ومُعَلَّى ضَعِيف، وَلَا يعرف الحَدِيث إلاَّ بعمر.
وَقَالَ الْخَطِيب: عمر بن دَاوُد مَجْهُول، والْحَدِيث مَعْلُول.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي علله: هَذَا حَدِيث لَا أصل لَهُ عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وأمّا الصغاني فَقَالَ: إنَّه مَوْضُوع.
وَرَوَى أَبُو نعيم عَن سُلَيْمَان بن أَحْمد عَن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن نجدة، ثَنَا عبد الْوَهَّاب بن نجدة، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن ثَوْر بن يزِيد، عَن خَالِد بن معدان أنَّ أَبَا الدَّرْدَاء قَالَ: «عَلَيْكُم بِالسِّوَاكِ فَلَا تغفلوه وأديموا بِهِ. فإنَّ فِي السِّوَاك أَرْبعا وَعشْرين خصْلَة، أفضلهَا خصْلَة، وأعلاها دَرَجَة أنَّه يُرضي الرَّحْمَن، وَمن أَرْضَى الرَّحْمَن فإنَّه يحل الْجنان، وَالثَّانيَِة أنَّه يُصِيب السنَّة، وَالثَّالِثَة أنَّه تضَاعف صلَاته سبعا وَسبعين ضعفا، وَالرَّابِعَة يورثه إدمان السِّوَاك السعَة والغنى، وَالْخَامِسَة يطيب نكهته، وَالسَّادِسَة يشد لثته حتَّى لَا تسترخي مَعَ إدمان السِّوَاك، وَالسَّابِعَة يذهب عَنهُ الصداع، ويسكن عروق رَأسه فَلَا يضْرب عَلَيْهِ عرق سَاكن، ولايسكن عَلَيْهِ عرق ضَارب، وَالثَّامِنَة يذهب عَنهُ وجع الضرس حتَّى لَا يجده، والتاسعة تصافحه الْمَلَائِكَة لما يُرى من النُّور عَلَى وَجهه، والعاشرة ينقي أَسْنَانه حتَّى تبرق، والحادية عشرَة تشيعه الْمَلَائِكَة إِذا خرج إِلَى مَسْجده لصلاته فِي الْجمع، وَالثَّانيَِة عشرَة تستغفر لَهُ حَملَة الْعَرْش عِنْد رفع أَعماله فِي الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس، وَالثَّالِثَة عشرَة تفتح لَهُ أَبْوَاب الرَّحْمَة، وَالرَّابِعَة عشرَة يُقَال لَهُ: هَذَا مقتد بالأنبياء يقفو آثَارهم ويلتمس هديهم، والْخَامِسَة عشرَة يكْتب لَهُ أجر من تسوَّك فِي يَوْمه ذَلِكَ فِي كلِّ يَوْم، والسَّادِسَة عشرَة تغلق عَنهُ أَبْوَاب الْجَحِيم، والسَّابِعَة عشرَة تستغفر لَهُ الْأَنْبِيَاء وَالرسل، وَالثَّامِنَة عشرَة لَا يخرج من الدُّنْيَا إلاَّ طَاهِرا مطهّرًا، والتاسعة عشرَة أَنه لَا يعاين ملك الْمَوْت عِنْد قبض روحه إلاَّ فِي الصُّورَة الَّتِي تقبض فِيهَا روح الْأَنْبِيَاء، وَالْعشْرُونَ أَن لَا يخرج من الدُّنْيَا حتَّى يُسْقَى شربة من حَوْض النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الرَّحِيق الْمَخْتُوم، والحادية وَالْعشْرُونَ أَن قَبره يُوسع عَلَيْهِ وتكلمه الأَرْض من تَحْتَهُ وَتقول: كنت أحب نِعْمَتك عَلَى ظَهْري فلأتسعن عَلَيْك الْيَوْم وَأَنت فِي بَطْني بِمَا يقصر عَنهُ مناك، وَالثَّانيَِة وَالْعشْرُونَ أَن قَبره يصير عَلَيْهِ أوسع من مد الْبَصَر، وَالثَّالِثَة وَالْعشْرُونَ أَن الله عزَّ وجلَّ يقطع عَنهُ كل دَاء ويعقبه كل صِحَة عرفهَا فِي نَفسه من صغره إِلَى كبره، وَالرَّابِعَة وَالْعشْرُونَ أنَّه يكسى إِذا كسي الْأَنْبِيَاء، وَيكرم إِذا أكْرمُوا، وَيدخل الجنَّة مَعَهم بِغَيْر حِسَاب».
وَذكر هَذَا الْأَثر الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي كِتَابه الإِمام، ثمَّ قَالَ: فِي مَتنه نَكَارَة وَهُوَ مَوْقُوف غير مَرْفُوع.
وَفِي الْحَاوِي للماوردي: رُوِيَ أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «إنَّه مثراةٌ للمَالِ مَنماةٌ للعدد».
وَذكر الشَّيْخ نصر الْمَقْدِسِي الزَّاهِد فِي تهذيبه: إِن فِي السِّوَاك عشر خِصَال. فعدَّ مِنْهَا: أنَّه يفتح الْمعدة، ويصفي الذِّهْن، وَيُطلق عقدَة اللِّسَان، وَيزِيد فِي الْحِفْظ. رَوَى أَخْبَارًا فِي ذَلِكَ.
وذكر التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم أنَّه ينْبت الشّعْر ويصفي اللَّوْن.
وَذكر الْخفاف من قدماء أَصْحَابنَا فِي كتاب الْخِصَال: يزِيد فِي الْعقل أَيْضا، وَذكر غَيره: أنَّه يهون النزع ويبطئ الشيب ويُسَوِّي الظّهْر.
وَذكر بَعضهم من فَوَائده: إِجَابَة الدُّعَاء وَقَضَاء الْحَوَائِج.

.فصل: فِيمَا اسْتدلَّ بِهِ عَلَى أنَّ السِّوَاك كَانَ وَاجِبا:

عَلَى سيِّدنا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم، عَن عبد الله بن حَنْظَلَة بن أبي عَامر، ابْن الغسيل «أنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُؤْمَر بِالْوضُوءِ لكلّ صَلَاة طَاهِرا كَانَ أَو غير طَاهِر، فلمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمِر بالسِّواك عِنْد كلّ صَلَاة، وَوضع عَنهُ الْوضُوء إلاَّ من حدث».
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا، وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ.
وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَكَذَا أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم: وَكَانَ عبد الله بن عمر يرَى أنَّ بِهِ قُوَّة عَلَى ذَلِكَ وَكَانَ يَفْعَله حتَّى مَاتَ.
وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها مَرْفُوعا: «ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَيضَةٌ وهُنَّ لَكُمْ سُنَّةٌ: السِّواكُ، والوِتْرُ، وقِيَامُ اللَّيلِ».
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ حَدِيث لَا يَنْبَغِي الِاحْتِجَاج بِهِ أوردته للتّنْبِيه عَلَى ضعفه، قَالَ الْبَيْهَقِيّ: فِي إِسْنَاده مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن- يَعْنِي الصَّنْعَانِيّ- وَهُوَ ضَعِيف جدا. قَالَ: وَلم يثبت فِي هَذَا إِسْنَاد.
وسنوضح الْكَلَام عَلَى هَذَا الحَدِيث فِي كتاب النِّكَاح حَيْثُ ذكره المُصَنّف- إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

.فصل: فِيمَا يسْتَدلّ بِهِ عَلَى أنَّه لَيْسَ وَاجِبا عَلَيْهِ:

عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «أُمِرتُ بالسِّواكِ حتَّى خَشيت أَنْ يُكْتَبَ عَلَيَّ».
رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي أكبر معاجمه كَذَلِك من طَرِيقين مدارهما عَلَى لَيْث. وَقد تَقَدَّم حَدِيث أبي أُمَامَة فِي فصل وَصِيَّة جِبْرِيل نبيّنا عَلَيْهِمَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالسِّوَاكِ، وَفِيه: «وَمَا جَاءنِي جِبْرِيلُ إِلاَّ أَوْصَانِي بالسِّواكِ حتَّى لَقَدْ خَشيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي». وَقد تقدّم الْكَلَام عَلَى إِسْنَاده. وَعَلَى تَقْدِير صِحَة هذَيْن الْحَدِيثين فليسا يقاومان حَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة الْمُتَقَدّم.

.فصل: فِي حجَّة من قَالَ بِوُجُوبِهِ فِي حقّنا:

عَن عبد الله بن عَمْرو بن حلحلة وَرَافِع بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَا: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «السِّوَاك وَاجِب السِّوَاكُ وَاجِبٌ، وَغسلُ الجُمْعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ».
رَوَاهُ أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَاسِم بن مَالك الْمُزنِيّ، نَا مُحَمَّد بن مسلمة بن عبد الْعَزِيز عَنْهُمَا بِهِ.

.فصل: فِي حجَّة من قَالَ بِعَدَمِ وُجُوبه فِي حقّنا:

عَن أبي أُمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «لَوْلاَ أَنْ أشقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفْرَضتُ عَلَيهم السِّوَاكَ».
رَوَاهُ أَبُو نعيم من حَدِيث عُثْمَان بن أبي العاتكة، عَن عَلّي بن يزِيد، عَن الْقَاسِم، عَن أبي أُمَامَة. والأوّلان تُكلِّمَ فيهمَا. وتقدَّم قَرِيبا من رِوَايَة ابْن مَاجَه أَيْضا.
وَقد تقدَّم فِي الحَدِيث الْخَامِس عشر حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «لَوْلاَ أَنْ أشقَّ علَى أمتِي لَفرضتُ عَلَيهِم السِّوَاكَ مَعَ الوضُوءِ...» الحَدِيث.
وَعَن جرير، عَن الْأَعْمَش، عَن عبد الله بن يسَار الْجُهَنِيّ، عَن ابْن أبي لَيْلَى، عَن أَصْحَاب مُحَمَّد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «لَوْلاَ أَنْ أشقَّ علَى أمتِي لَفرضتُ عَلَيهِم السِّوَاكَ كَمَا فرضَ عَلَيهِم الوضُوءِ».
رَوَاهُ أَبُو نعيم وَإِسْنَاده جيّد.

.فصل: فِي السِّوَاك للصَّائِم:

عَن عَامر بن ربيعَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «رَأَيتُ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لاَ أُحْصِي يَتَسَّوَكُ وَهوَ صَائِمٌ».
رَوَاهُ أَحْمد والتِّرْمِذِيّ، وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد وَلَفظه: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم مَا لَا أعد وَلَا أحصي».
وَالطَّبَرَانِيّ فِي أكبر معاجمه بلفظين:
أَحدهمَا: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم مَا لَا أحصي».
وَالثَّانِي: «مَا أحصي»، وَقَالَ: «أَكثر مَا رَأَيْت النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم».
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
قُلْتُ: إنَّما لم يُصَحِّحهُ؛ لأنَّ فِي إِسْنَاده عَاصِم بن عبيد الله بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب ضَعَّفَه النَّاس، قَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة، وَأَبُو حَاتِم: مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ سيِّء الْحِفْظ كثير الْوَهم فَاحش الْخَطَأ مَتْرُوك. وَقَالَ س: لَا نعلم مَالِكًا رَوَى عَن إِنْسَان ضَعِيف مَشْهُور بالضعف إلاَّ عَاصِم بن عبيد الله هَذَا، وَجَمَاعَة أخر فَذكرهمْ، وَنقل ابْن الْجَوْزِيّ عَن مَالك: أنَّه ضعفه. وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: عَاصِم غير قوي. وَخَالف الْعجلِيّ، فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ. وَالتِّرْمِذِيّ فصحح حَدِيث الْأَذَان فِي أذن الْحُسَيْن.
وَأخرجه- أَعنِي ابْن خُزَيْمَة- فِي صَحِيحه، وَقَالَ: أَنا بَرِيء من عُهْدَة عَاصِم، سَمِعت مُحَمَّد بن يَحْيَى يَقُول: عَاصِم هَذَا لَيْسَ عَلَيْهِ قِيَاس، وَسمعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول: سَأَلنَا يَحْيَى بن معِين فَقُلْنَا عبد الله بن عقيل أحب إِلَيْك أم عَاصِم هَذَا؟ قَالَ: لست أحب وَاحِدًا مِنْهُمَا. قَالَ ابْن خُزَيْمَة: كنت لَا أخرج حَدِيث عَاصِم هَذَا فِي هَذَا الْكتاب- يَعْنِي صَحِيحه- ثمَّ نظرت فَإِذا شُعْبَة وَالثَّوْري قد رويا عَنهُ، وَيَحْيَى بن سعيد وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي- وهما إِمَامًا أهل زمانهما- رويا عَن الثَّوْريّ عَنهُ. وَقد رَوَى عَنهُ مَالك خَبرا فِي غير الْمُوَطَّأ. انْتَهَى كَلَام ابْن خُزَيْمَة.
وَقَالَ عَفَّان: كَانَ شُعْبَة يَقُول: عَاصِم بن عبيد الله لَو قُلْتُ لَهُ: من بنى مَسْجِد الْبَصْرَة؟ فَقَالَ: ثَنَا فلَان عَن فلَان أنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بناه. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ مغفَّل.
وَأخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا، فَقَالَ: ويُذْكَر عَن عَامر بن ربيعَة، قَالَ: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم مَا لَا أعد وَلَا أحصي».
وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «من خير خِصَال الصَّائِم السِّوَاك».
رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَأَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ، وَفِي إِسْنَاده مجَالد، وَفِيه مقَال، وَأخرج لَهُ مُسلم، وقَالَ الْبَيْهَقِيّ: غَيره أثبت مِنْهُ.
كَذَا قَالَ فِي الصَّوْم من سنَنه. وَقَالَ فِي بَاب الْغَنِيمَة لمن شهد الْوَقْعَة: ضعف.
قُلْتُ: وَيروَى بِدُونِهِ من طَرِيق مَسْرُوق عَنْهَا، «قُلْتُ: يَا رَسُول الله، السِّوَاك للصَّائِم؟ قَالَ: إِنَّه مِنْ أَحَبِّ خِصَالِهِ إِلَيَّ». لَكِن فِي إِسْنَاده السّري بن إِسْمَاعِيل قَالَ خَ: مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ أَحْمد: ترك الناسُ حَدِيثه.
وَفِي رِوَايَة لأبي نعيم عَن عَائِشَة قُلْتُ: يَا رَسُول الله، إنَّك تديم السِّوَاك. قَالَ: «يَا عَائِشَة، لَو اِسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْتَاكَ مَعَ كُلِّ شَفْعٍ لَفَعَلْت، وإِنَّ خَيرَ خِصَالِ الصائِمِ السِّواكَ».
وَعَن إِبْرَاهِيم بن بيطار الْخَوَارِزْمِيّ، عَن عَاصِم الْأَحول قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك: أيستاك الصَّائِم؟ قَالَ: نعم. قُلْتُ: برطب السِّوَاك ويابسه؟ قَالَ: نعم. قُلْتُ: فِي أوَّل النَّهَار وَآخره؟ قَالَ: نعم. قُلْتُ لَهُ: عمَّن؟ قَالَ: عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم.
رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى، وَقَالَ: إِبْرَاهِيم هَذَا مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء- بعد أَن أوردهُ-: هَذَا حَدِيث غير مَحْفُوظ وَإِبْرَاهِيم هَذَا لَيْسَ بِمَشْهُور بِالنَّقْلِ.
وَقَالَ ابْن عدي: إِبْرَاهِيم هَذَا لَهُ أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا الحَدِيث انْفَرد بِهِ إِبْرَاهِيم بن بيطار وَيُقَال: إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن- قَاضِي خوارزم- حَدَّث ببلخ عَن عَاصِم الْأَحول بِالْمَنَاكِيرِ، لَا يحْتَج بِهِ، قَالَ: وَرُوِيَ من طَرِيق آخر عَنهُ فَذكرهَا وضَعَّفَها.
قُلْتُ: جَعلهمَا رجلا وَاحِدًا، وَابْن الْجَوْزِيّ فِي ضُعَفَائِهِ جَعلهمَا رجلَيْنِ، وَكَذَلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الضُّعَفَاء، والْمِيزَان، لكنَّه فِي الْمِيزَان قَالَ فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن: إنَّه هُوَ الأوَّل. وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق: هَذَا حَدِيث لَا يَصح. ثمَّ غلا فَذكره فِي الموضوعات، وكأنَّه تبع ابْن حبَان فإنَّه قَالَ: لَا أصل لهَذَا من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا من حَدِيث أنس، وَإِبْرَاهِيم بن بيطار يروي عَن عَاصِم الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَا، وَجزم بمقالة ابْن حبَان، ابْن طَاهِر فِي التَّذْكِرَة كعادته.
وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم تسوك وَهُوَ صَائِم». رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه الْحَافِظ فِي بعض أَمَالِيهِ، عَن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن سعيد، ثَنَا عبيد الله بن يَعْقُوب، حَدَّثَنَي جدي، حَدَّثَنَا أَحْمد بن منيع، ثَنَا الْهَيْثَم بن خَارِجَة، ثَنَا يَحْيَى بن حَمْزَة، عَن النُّعْمَان بن الْمُنْذر، عَن عَطاء، وَطَاوُس وَمُجاهد عَن ابْن عَبَّاس بِهِ.
وَعَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لَك السِّوَاك إِلَى الْعَصْر، فَإِذا صليت الْعَصْر فألقه فإنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: «خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ الله أَطيبُ مِنْ رِيحِ المِسْكِ».
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، وَفِي سَنَده عمر بن قيس سندل الْمَكِّيّ وَهُوَ واه.
قَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا: مَتْرُوك. زَاد أَحْمد: أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا تَسَاوِي شَيْئا.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي بَاب: من بنى أَو غرس فِي غير أرضه: ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ. وَسكت عَنهُ هُنَا وَلَعَلَّه لأجل أنَّه من فَضَائِل الْأَعْمَال.
وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة خلاف هَذَا، قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف: ثَنَا وَكِيع، عَن سعيد بن بشير، عَن قَتَادَة، عَن أبي هُرَيْرَة سُئِلَ عَن السِّوَاك للصَّائِم، فَقَالَ: أدميت فمي الْيَوْم مرَّتَيْنِ. وَهَذَا سَنَد حسن إلاَّ أنَّه مُرْسل. وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن قَتَادَة. وَتقدم فِي طرق حَدِيث «السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب» من حَدِيث أنس: «أنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يستاك وَهُوَ صَائِم».
وَسَيَأْتِي فِي كتاب الصّيام- إِن شَاءَ الله تَعَالَى- حَدِيث خباب وَابْن عمر فِي الْبَاب حَيْثُ ذكرهمَا المصنِّف وهما جَمِيعًا ضعيفان.
وَفِي المعجم الْكَبِير للطبراني، عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم، قَالَ: سَأَلت معَاذ بن جبل «أتسوك وَأَنت صَائِم؟ قَالَ: نعم، قُلْتُ: أَي النَّهَار أتسوك؟ قَالَ: أَي النَّهَار شِئْت إِن شِئْت غدْوَة وَإِن شِئْت عَشِيَّة. قُلْتُ: فَإِن النَّاس يكرهونه عَشِيَّة. قَالَ: ولِمَ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ: إِن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ الله أَطيبُ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. فَقَالَ: سُبْحَانَ الله لقد أَمرهم رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالسِّوَاكِ حِين أَمرهم وَهُوَ يعلم أنَّه لابد أَن يكون بفي الصَّائِم خلوف وإنْ استاك، وَمَا كَانَ بِالَّذِي يَأْمُرهُم أَن ينتنوا أَفْوَاههم عمدا. مَا فِي ذَلِكَ من الْخَيْر شَيْء. بل فِيهِ شَرّ إلاَّ من ابْتُلِيَ ببلاء لَا يجد مِنْهُ بُدًّا».
وَفِي سَنَده بكر بن خُنَيْس، وَهُوَ واهٍ. قَالَ ابْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء. وَسُئِلَ ابْن الْمَدِينِيّ عَنهُ فَقَالَ: للْحَدِيث رجال. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.